إحتفلت جامعة الروح القدس– الكسليك بتخريج دفعة من طلاب كليّة الطب والعلوم الطبيّة فيها، أطلق عليهم رئيسها الأب طلال هاشم اسم "دفعة الصمود 2021"، في حفل أقيم في الباحة الخارجية للجامعة، في حضور أعضاء مجلسي الجامعة والكليّة، والمتخرجين، فيما تابع أهاليهم الحفل عبر الشاشة، بسبب الوضع الصحّي الراهن.
وألقى الأب هاشم كلمة أعرب فيها عن "سروره بالوقوف إلى جانب الطلاب والاحتفال معهم بهذا الإنجاز المهم في حياتهم، والذي حققوه بفضل مثابرتهم النموذجية وإرادتهم الصلبة وصمودهم القوي. إنّ تخرجكم اليوم يعكس بصيص أمل، أمل متجدد للبنان في ظل وضع صعب جداً. لن أصف الوضع الراهن في لبنان. فكلنا نعلم أننا نواجه، كل يوم، عقبات اقتصادية واجتماعية وسياسية وصحية جديدة، وأننا نصطدم، كل يوم، بحواجز وصعوبات جديدة. إلا أننا نعلم، في أعماقنا، بأننا على قدر هذه التحديات".
وأشار إلى أنه "لقد أثبتم، بصفتكم الروح الشابة في لبنان والحمض النووي لبنيته، أنكم قادرون على التقدم بالرغم من الاضطرابات القائمة، وأثبتم أنكم قادرون على تحويل الأزمات إلى فرص تستفيدون منها، أي بعبارة أخرى، أثبتم صمودكم. ولكن، مهمتكم لا تنتهي هنا. إنّ التحلي بالصمود يساعدنا على تخطي هذا الواقع، إنما علينا أن نتحلّى بالمسؤولية أيضاً. وتكمن إحدى أهم مسؤولياتنا في عدم السماح لمخاوفنا وهواجسنا بأن تمزّقنا، بل يجب أن ننظر إلى وطننا ونقول نحن مسؤولون عن نشر رسالة تهدئة. فلكل منّا دور عليه القيام به ومهمة عليه تحقيقها. لا يجب أن يقتصر دورنا على الانتقاد واصدار الأحكام والتحرك بموجب أفكارنا الخاصة، بل يجب أن يكون دوراً بنّاءً لخدمة وطننا ومحيطنا بأفضل طريقة ممكنة، كل بحسب إمكاناته".
وأكد هاشم، أن "هذا التخرج يأتي في وقتٍ كل بقعة في العالم تحتاج إليكم، لاسيما لبنان، هذا البلد الصغير بمساحته الجغرافية والكبير بشعبه. وها هي مسيرتكم قد بدأت للتو. في الواقع، يعتمد العالم عليكم، ليس كونكم أطباء المستقبل في مجتمع تضرر كثيراً من جراء وباء، عرفنا بدايته ولكننا لا نعلم نهايته، بل لكونكم الجيل الشاب الذي يتمتع بالديناميكية والشغف لترك بصمة مميزة ولبناء مجتمع أفضل. خلال مسيرتكم الأكاديمية، أعلم أنكم درستم بجد وقمتم بعمل شاق، وتمكنتم من النجاح في أكثر الظروف صعوبة على مختلف المستويات، ولكنني أعلم أيضاً أنكم تعلمتم دروساً مهمة وتحملتم ما لا يُمكن تحمله وأثبتم أنكم تستحقون النجاح بفضل جهودكم الجبارة".